• 2020-03-01

فلنطمئن

قال الله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون" (التوبة: 51). أي نحن تحت مشيئة الله تعالى وقدره، وهو ملجؤنا ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل (ابن كثير). وفي تفسير السعدي (وعلى الله) وحده (فليتوكل المؤمنون) أي يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضار عنهم ويثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكل عليه.
وإذا كان الأمر كذلك فلنطمئن ونبعد عنا القلق، ففي الحياة تمر علينا كثير من المصائب والكروب والأحزان وكثير من الهموم، وليس (كرونا) بأكبر منها، وكلها عند الله تعالى لا تساوي شيئًا، فإليه الملجأ والمفر من كل هم وحزن وكرب وغم.
وقال تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28). أي تطيب وتركن إلى جانب الله تعالى وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيرًا (ابن كثير). وقد بيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إلى علاج الكروب والهموم والأحزان في توجيهاته الكثيرة، ونتناول منها على سبيل المثال:
* في الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب والأرض رب العرش الكريم".
* وفي الترمذي، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال: "يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث".
* وفيه أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال:"سبحان الله العظيم"، وإذا اجتهد في الدعاء قال:"يا حيُّ يا قيوم "
* وفي سنن أبي داود عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
* وفي بعض المسانيد عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
* وفي التعوُّذ من الأمراض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام" حديث صحيح. (سيء الأسقام: أي الأمراض سيئة الأثر على المريض وعلى من حوله ـ الدرر السنية).
أسأل الله العلي القدير لنا ولكم ولجميع المسلمين الصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وبلية، وعودة لشرع الله عز وجل والالتجاء إليه في العسر واليسر.

آخر أخبار أحمد علي العطاوي

  • الصالون الثقافي بفرع جمعية الإصلاح بالحد "مدرسة مستشفى"

    2021-10-15

    الصالون الثقافي من البرامج التي لاقت قبولًا واستحسانًا من أعضاء الفرع أو الضيوف، حيث تنوعت أطروحاته، فشملت نواحي الحياة المختلفة، الشرعية، والإجتماعية، والعلمية، وجوانب ثقافية كثيرة، بطرح وأداء مميز. وفي واحدة من هذه الإطروحات ومن أجمل الليالي الثقاف...

  • اخترت لكم : خواطر في جبر الخواطر

    2020-07-21

    تمر علينا في هذه الدنيا أيام وسنوات، يتقلب فيها المرء، بين فرح وسرور، وظل وحرور، وشوك وزهور، وكلها في فلك حياته تدور، يؤنسه بعضها، ويؤلمه غيرها، ويستظل بظلها، ويكويه حرها.. فيحتاج من يشاركه فرحته، ويؤنس وحشته، فلا أجمل من أخ أو صديق، لطلته بريق، في ح...

  • ذكريات الماضي: أحاسيس ومشاعر

    2019-12-01

    ها قد طويت من العمر صفحات، وأمست ذكريات، وكلما مر طيفها بمخيلتي، أو شاهدت صورة من ذاك الزمان، عادت بي الذكريات والحنين لتلك الأيام، فأفتح صفحات الماضي فتشعل أحاسيسي ومشاعري. وها هو ذا قلمي يأخذني في رحلة، مستأنسًا بتلك الأحاسيس والمشاعر.

  • اخترت لكم

    2019-10-01

    نرشف رشفات وبعض الوقفات من كتاب (خلق المسلم) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، والأخلاق بحر واسع، وقد كفانا الشيخ عناء الإبحار والغوص، واستخرج لنا الدر، وما علينا سوى التزين به. أولًا: باب الصدق: المشاهد أن الناس يطلقون العنان لأخيلتهم في تلفيق الأضاحي...

  • اخترت لكم

    2019-06-01

    مع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى، بأسلوبه الرائع الراقي، وإرشاداته الظاهرة الباطنة، يوجهنا ويرشدنا إلى الاقتداء والاتباع الحق لرسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والتمسك الواضح الصحيح بهذا الدين الذي جاء به من رب العالمين تبارك و...